تجسد الكلمة
ولما شاء الله جلت قدرته أن يخلص ادم وذريته من طاغوت الشيطان وموت الخطيئة بعد واستحقاق ويثبت يهم القيامة بعد الموت وحياة الأبدِ أرسلَ كلمته، ابنه الأزلي، نوراً من نور، من السماء بلا انتقال. وخٌلق بقوةِ روح القدس بشراً كاملا، حياً، ناطقاً، من جسد السيدة أم النور، مريم العذراء المقدسة الزكية.
وتجللَ الكلمة بالبشر الكامل من أول حياتهِ وَأحدَهٌ معه في وَجهِ البنوة، وحل فيهِ حلول الأبدِ وأشركه في البنوة السلطان، والسجدة. فولدت السيدة مريم البتول عمانوئيل كما سبقت النبوات
في الكلمة المتجسد جوهران واقنومان
وهو اسم لمعنيين الحال، والمحلول فيه كونه مسيحا واحداً ابناً واحدا، جوهرين وقنومين اللذين هما خاصتان لا شخصان كما يزعم غيرنا.
وقولنا خاصتان لان كل جوهر خاصة تخصه وحده ليس لغيره وهو الصحيح، لان خاصة اللاهوت غير خاصة الناسوت وإنما صارَ مُرادهما واحدَ باتفاق الإرادتين.
فهو بجور اللاهوت اله غير مصنوع، وبجوهر الناسوت إنسان غير مزروع.
لا لاهوتيته من جوهرِ إلام ولا ناسوتيته من جوهر الاب حجابا ومحتجبا، لباساً وَلابساً . قٌنوم ناسوته بالعيان منظور وقنوم لاهوته بالعقل مخبور*
تشبيهات للاتحاد
والاتحاد يدق عن الإدراك عقول الناطقين كيف هو، ولكن على جهة تقريب عقول الناطقين إلى معرفته. فهو كاتحاد القوة الناطقة بالصوت المسموع والنار بالحديد والخط المكتوب. ومثال الشمس العالية حلت بشعاعها في وسط أنيةِ فهو بالفعل فيها ظاهرة وما هي لها حاوية.
وكأفعالِ النور الخارج بنور العين الباصِرةِ .
وكما لا ينفعل النور الخارجَ بأنفعال العين وَمَرضها، كذالك لا يألم اللاهوتٌ تألمَ من الناسوتِ
*مخبورا ، محبورا مخيورا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق