تسمية كنيسة المشرق
ثمة تسميات كثيرة عرفها التاريخ وقد طرحت تسميات جديدة في العقود الأخيرة وحاول ويحاول الكثيرون شمول جميع مسيحيي بلاد ما بين النهرين ووادي الرافدين والإطراف المجاورة بتسمية عامة فأفلح الذين فظنوا التعددية التسميات والأصل الواحد واخفق الذين لم يقيموا وزنا لذلك فقد كان ثمة اختلاف في التسمية عبر الأدوار التاريخية المتعددة ولأسباب شتى
ودون الولوج في التفاصيل نوضح الأمر تاريخيا محاولين اقتراح تسمية ليست بالجديدة بل عريقة وعامة متميزة عساها تنال قبول أفضل من التسميات أخرى شائعة أو
مقترحة من قبل آخرين
لم يكن المسيحيين الأوائل بحاجة إلى تسميات خاصة عدا تسمية مسيحيين أطلقت على من امنوا بالبشرى (الإنجيل) وكونوا جماعة شركة المحبة (الكنيسة) كما حدث في إنطاكية (اعمال26:11) ثم في سائر الأماكن وكان لا بد من تسميات تميز كنيسة منطقة عن الكنائس أو الجماعات المسيحية الأخرى فقيل كنيسة روما وكان المقصود أكثر من تسمية مسيحية مدينة روما نفسها بحيث تجاوزت حدود المواقع الجغرافي متخذة مصطلحا ذا صيغة مركزية أو رئاسية بالإضافة إلى اللون الاجتماعي او السياسي القائم وكنيسة الإسكندرية والمقصود أكثر من الجماعات المسيحية لهذه المدن
وبشأن مسيحيي بلاد ما بين النهرين قيل كنيسة الرها (اورفا_اديسا) وكنيسة سلوقية_طيسفون (ساليق وقطسيفون_المدائن) وذلك نسبة الى المملكة (الرها) وعاصمة (المدائن) فكان التميز . بينما قيل كنيسة المشرق بدلا اوسع كان التميز كنسيا تنظيما له ما يبرره خلفية طبيعية تاريخية ,حضارية وقيل كنيسة فارس" بمدلول سياسي نظرا لوقوع حكم الفرثيين ثم الساسانيين في بلاد أيام انتشار المسيحية فيها . وتمييزا عن الكنيسة,بل الكنائس التي في بلاد الروم الواقعة تحت حكم الرومانيين ثم البيزنطيين
وحين قيل "كنيسة المشرق" كان المقصود أيضا تمييزها عن كنيسة الغرب وتختلف كنيسة المشرق عن الكنيسة الشرقية لان كنيسة الغرب انتشرت إلى(غربية) و"شرقية) وسف يسمى مسيحيو الإمبراطورية الرومانية الشرقية شرقيين ثم سوف تعم التسمية على جميع من هم ليسوا بغربيين أو لآتين تابعين لكنيسة روما وحتى كنائس غربية أخرى
والشرق والغرب نسبيا المقصود بهما قديما شرقي الفرات وغربيه: ثم اختلفت التسمية كما المحنا
لذا افضل استعمال (كنيسة المشرق) تجنبا لاي التباس اذ ان كنائس القدس وانطاكية والاسكندرية والقسطنطية (بيزنطية) وغيرا من كنائس دول الكتلة الاشتراكية هي كنائس شرقية لكنها ليست مشرقية بالمعنى الدقيق والحصري بحيث تختص كنيسة وادي الرافدين مع امتداداتها التاريخية المتعدة والمختلفة بتسمية تميوها اجتهاد موفق في العربية خاصة بينما تظل الصعوبة قائمة في اللغات الأجنبية
ثم كانت الاجتهادات الفكرية والجدالات اللاهوتية والفلسفة والمشاحنات المذهبية والخلافات الرئاسية ورغم ان معظمها تم في اجواء غربية عن قلب كنيسة المشرق ومركزها سلوفية_طيسفون _كوخي, فقد تمكنت من التغلغل في صفوفها بحيثقسمتها فئة الاخذين بمذهب مار نسطور بطريرك القسطنطينية وفئة التابعين مار ليعقوب البرادعي بحيث سموا بعضهم من باب الشهير ’’نساطرة‘‘ أو’’ نسطوريين‘‘ و’’ يعاقبة ‘‘أو ’’يعقوبيين‘‘ بينما كانت قد انتشرت تسمية اخرى أساسها لغوي ومضمونها ديني هي لفظة (سورايي) او(سوريايي) ونقلت الى العربية بلفظتي (سريان) و(سريانيين) واللغة سريانية.فقيل (سريان مشارقة) و (سريان مغاربة) دون ان يعني مدلول المشارقة و المغاربة هنا المدلول القديم بل الانتماء المذهبي بمعنى النسطورية للمشرقيين واليعقوبي للمغربيين .
والراجح ان تكون تسمية (سوريايا) اللغوية أي (السريانية) بالعربية مشتقة من(سوريا) وهذه من(اسيريا) وفقا للفظ يوناني وهذه من اسور (اشور)
Syriac,syrian,syria,assyria,asshur
وثمة موقع صغير قديم باسم (سورية) في بلاد الشام والتسميات متحركة عادة وقد تختلف الاصول عن المدلولات اللاحقة للتسميات :
وعلينا ان ننتظر القرن السادس عشر ثم السابع عشر وحتى التاسع عشر
لكي نلقى تميز المذاهب المسيحية المشرقية بتسميات اصبحت لاصقة بها في ايامنا حين اتخذ الشطر ’’الكاثوليكي‘‘ من كنيسة المشرق اسم (كلدان) بينما فضل الشطر النسطوري اسم (اثوريين) وكرس اتباع كنية المشرق المغاربة اسم (سريان) وقيل (سريان كاثوليك)لمن اعتبروا كالكلدان
كنيسة روما مرجعهم الأخير وأكد الذين اعتبروا كرسي إنطاكية أصلا لكنيستهم اسم (ارثودكس) تيمنا بالكنائس الارثودكسية الاخرى وقد كانت تطلق (الارثودكس)على البيزنطيين وحدهم في بدايات الامر هكذا اذا انشطرات (الكنيسة المشرق) الواحدة الى اربع مجموعات في بلاد مابين النهراين : اثوريين وكلدان ،سريان ارثودكس وسريان كاثوليك.
ولابد لنا من اضافة كنيسة الهند او مسيحيي مار توما ، فهم وكنيسة المشرق كنيسة واحدة خلال فترة طويلة من الزمن ،انقسموا هم ايضا الى الاقسام الاربعة المذكورة اعلاه فقيل : ملباريون نساطرة او مشرقيون ملنكاريون ، سريان ارثودكس. دعونا نتحدث عن الموارنة والروم الارثودكس الروم كاثوليك الذين كانت ،او ما تزل ، السريانية لغتهم الطقسية ، فذلك مما يتعدى نطاق بحثنا وسوف نتطرق الى الروم الذين عملوا مع غيرهم من مسيحيي العراق على تطوير العلوم والمعرفة في بغداد عاصمة الخلافة العباسية.
لابد لنا هنا ايضا من القول : ان التسميات مهما كان نوعها واصلها ووقعها ،تظل امورا ثانوية نسبة الى الوحدة الاساس لتي تجمع اعضاء كنيسة المشرق في جسد واحد، رآسة المسيح الواحد،ولكل عضو موقعه من الجسد وللتنوع فيه جمالية و فوائد متى كانت الروحية عميقة تعطي للمشترك الواحد قيمته العليا وللامور الاخرى موقعا ثانويا.
فالحقيقة الناصعة تكشف بان مؤمني بلاد وادي الرافدين وما بين النهراين ومناطق متاخمة هم جميعا مشرقيون،وان الكنيسة التي انتظموا فيها جماعات وخورنات وابرشيات هي واحدة،وان الهدف الذي ينبغي ان يسمعوا نحوه هو توحيد الرأي ،والشعور ،والعمل ،فيكونو آية محبة في المعتقد والممارسة.
يقول اغناطيوس الانطاكي (استشهد سنة 107 م) :’’من المفيد ان تكونوا في وحدة لا تشوبها شائبة حتى تكونوا في وحدة دائمة مع اللهَ... اذا عجزت الشقاقات والخلافات ان تنال منكم فانكم تثبتون انكم تحيون بحسب الله
(الرسالة الى افسس).
للكاتب ابونا الدكتور يوسف حبي رحمه الله
ثمة تسميات كثيرة عرفها التاريخ وقد طرحت تسميات جديدة في العقود الأخيرة وحاول ويحاول الكثيرون شمول جميع مسيحيي بلاد ما بين النهرين ووادي الرافدين والإطراف المجاورة بتسمية عامة فأفلح الذين فظنوا التعددية التسميات والأصل الواحد واخفق الذين لم يقيموا وزنا لذلك فقد كان ثمة اختلاف في التسمية عبر الأدوار التاريخية المتعددة ولأسباب شتى
ودون الولوج في التفاصيل نوضح الأمر تاريخيا محاولين اقتراح تسمية ليست بالجديدة بل عريقة وعامة متميزة عساها تنال قبول أفضل من التسميات أخرى شائعة أو

لم يكن المسيحيين الأوائل بحاجة إلى تسميات خاصة عدا تسمية مسيحيين أطلقت على من امنوا بالبشرى (الإنجيل) وكونوا جماعة شركة المحبة (الكنيسة) كما حدث في إنطاكية (اعمال26:11) ثم في سائر الأماكن وكان لا بد من تسميات تميز كنيسة منطقة عن الكنائس أو الجماعات المسيحية الأخرى فقيل كنيسة روما وكان المقصود أكثر من تسمية مسيحية مدينة روما نفسها بحيث تجاوزت حدود المواقع الجغرافي متخذة مصطلحا ذا صيغة مركزية أو رئاسية بالإضافة إلى اللون الاجتماعي او السياسي القائم وكنيسة الإسكندرية والمقصود أكثر من الجماعات المسيحية لهذه المدن
وبشأن مسيحيي بلاد ما بين النهرين قيل كنيسة الرها (اورفا_اديسا) وكنيسة سلوقية_طيسفون (ساليق وقطسيفون_المدائن) وذلك نسبة الى المملكة (الرها) وعاصمة (المدائن) فكان التميز . بينما قيل كنيسة المشرق بدلا اوسع كان التميز كنسيا تنظيما له ما يبرره خلفية طبيعية تاريخية ,حضارية وقيل كنيسة فارس" بمدلول سياسي نظرا لوقوع حكم الفرثيين ثم الساسانيين في بلاد أيام انتشار المسيحية فيها . وتمييزا عن الكنيسة,بل الكنائس التي في بلاد الروم الواقعة تحت حكم الرومانيين ثم البيزنطيين
وحين قيل "كنيسة المشرق" كان المقصود أيضا تمييزها عن كنيسة الغرب وتختلف كنيسة المشرق عن الكنيسة الشرقية لان كنيسة الغرب انتشرت إلى(غربية) و"شرقية) وسف يسمى مسيحيو الإمبراطورية الرومانية الشرقية شرقيين ثم سوف تعم التسمية على جميع من هم ليسوا بغربيين أو لآتين تابعين لكنيسة روما وحتى كنائس غربية أخرى
والشرق والغرب نسبيا المقصود بهما قديما شرقي الفرات وغربيه: ثم اختلفت التسمية كما المحنا
لذا افضل استعمال (كنيسة المشرق) تجنبا لاي التباس اذ ان كنائس القدس وانطاكية والاسكندرية والقسطنطية (بيزنطية) وغيرا من كنائس دول الكتلة الاشتراكية هي كنائس شرقية لكنها ليست مشرقية بالمعنى الدقيق والحصري بحيث تختص كنيسة وادي الرافدين مع امتداداتها التاريخية المتعدة والمختلفة بتسمية تميوها اجتهاد موفق في العربية خاصة بينما تظل الصعوبة قائمة في اللغات الأجنبية
ثم كانت الاجتهادات الفكرية والجدالات اللاهوتية والفلسفة والمشاحنات المذهبية والخلافات الرئاسية ورغم ان معظمها تم في اجواء غربية عن قلب كنيسة المشرق ومركزها سلوفية_طيسفون _كوخي, فقد تمكنت من التغلغل في صفوفها بحيثقسمتها فئة الاخذين بمذهب مار نسطور بطريرك القسطنطينية وفئة التابعين مار ليعقوب البرادعي بحيث سموا بعضهم من باب الشهير ’’نساطرة‘‘ أو’’ نسطوريين‘‘ و’’ يعاقبة ‘‘أو ’’يعقوبيين‘‘ بينما كانت قد انتشرت تسمية اخرى أساسها لغوي ومضمونها ديني هي لفظة (سورايي) او(سوريايي) ونقلت الى العربية بلفظتي (سريان) و(سريانيين) واللغة سريانية.فقيل (سريان مشارقة) و (سريان مغاربة) دون ان يعني مدلول المشارقة و المغاربة هنا المدلول القديم بل الانتماء المذهبي بمعنى النسطورية للمشرقيين واليعقوبي للمغربيين .
والراجح ان تكون تسمية (سوريايا) اللغوية أي (السريانية) بالعربية مشتقة من(سوريا) وهذه من(اسيريا) وفقا للفظ يوناني وهذه من اسور (اشور)
Syriac,syrian,syria,assyria,asshur
وثمة موقع صغير قديم باسم (سورية) في بلاد الشام والتسميات متحركة عادة وقد تختلف الاصول عن المدلولات اللاحقة للتسميات :
وعلينا ان ننتظر القرن السادس عشر ثم السابع عشر وحتى التاسع عشر
لكي نلقى تميز المذاهب المسيحية المشرقية بتسميات اصبحت لاصقة بها في ايامنا حين اتخذ الشطر ’’الكاثوليكي‘‘ من كنيسة المشرق اسم (كلدان) بينما فضل الشطر النسطوري اسم (اثوريين) وكرس اتباع كنية المشرق المغاربة اسم (سريان) وقيل (سريان كاثوليك)لمن اعتبروا كالكلدان
كنيسة روما مرجعهم الأخير وأكد الذين اعتبروا كرسي إنطاكية أصلا لكنيستهم اسم (ارثودكس) تيمنا بالكنائس الارثودكسية الاخرى وقد كانت تطلق (الارثودكس)على البيزنطيين وحدهم في بدايات الامر هكذا اذا انشطرات (الكنيسة المشرق) الواحدة الى اربع مجموعات في بلاد مابين النهراين : اثوريين وكلدان ،سريان ارثودكس وسريان كاثوليك.
ولابد لنا من اضافة كنيسة الهند او مسيحيي مار توما ، فهم وكنيسة المشرق كنيسة واحدة خلال فترة طويلة من الزمن ،انقسموا هم ايضا الى الاقسام الاربعة المذكورة اعلاه فقيل : ملباريون نساطرة او مشرقيون ملنكاريون ، سريان ارثودكس. دعونا نتحدث عن الموارنة والروم الارثودكس الروم كاثوليك الذين كانت ،او ما تزل ، السريانية لغتهم الطقسية ، فذلك مما يتعدى نطاق بحثنا وسوف نتطرق الى الروم الذين عملوا مع غيرهم من مسيحيي العراق على تطوير العلوم والمعرفة في بغداد عاصمة الخلافة العباسية.
لابد لنا هنا ايضا من القول : ان التسميات مهما كان نوعها واصلها ووقعها ،تظل امورا ثانوية نسبة الى الوحدة الاساس لتي تجمع اعضاء كنيسة المشرق في جسد واحد، رآسة المسيح الواحد،ولكل عضو موقعه من الجسد وللتنوع فيه جمالية و فوائد متى كانت الروحية عميقة تعطي للمشترك الواحد قيمته العليا وللامور الاخرى موقعا ثانويا.
فالحقيقة الناصعة تكشف بان مؤمني بلاد وادي الرافدين وما بين النهراين ومناطق متاخمة هم جميعا مشرقيون،وان الكنيسة التي انتظموا فيها جماعات وخورنات وابرشيات هي واحدة،وان الهدف الذي ينبغي ان يسمعوا نحوه هو توحيد الرأي ،والشعور ،والعمل ،فيكونو آية محبة في المعتقد والممارسة.
يقول اغناطيوس الانطاكي (استشهد سنة 107 م) :’’من المفيد ان تكونوا في وحدة لا تشوبها شائبة حتى تكونوا في وحدة دائمة مع اللهَ... اذا عجزت الشقاقات والخلافات ان تنال منكم فانكم تثبتون انكم تحيون بحسب الله
(الرسالة الى افسس).
للكاتب ابونا الدكتور يوسف حبي رحمه الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق